السليمانية: مسلحون يدمرون مقر قناة فضائية..

المقاله تحت باب  قضايا
في 
20/02/2011 06:00 AM
GMT



أقدم مسلحون مجهولون على تدمير وإحراق مبنى تابع لقناة فضائية كردية مستقلة بدأت بثها التجريبي بتغطية مباشرة للمظاهرات التي شهدتها مدينة السليمانية قبل ثلاثة أيام، وبينما اتهم مالك القناة «خطا معينا» في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بالوقوف وراء الحادث، أمرت حكومة الإقليم بإجراء تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.
واتهم رجل الأعمال الكردي الشاب، شاسوار عبد الواحد، الذي يمتلك القناة، من سماه بـ«خط معين» داخل الاتحاد الوطني الكردستاني بالوقوف وراء الحادث، نافيا أن يكون الرئيس طالباني على علم مسبق بالتخطيط لحرق محطته الفضائية.
وقال عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط» أمس «أنا أمتلك (إن آر تي) وهو مختصر (ناليا راديو وتلفزيون)»، وهي أول مؤسسة تلفزيونية وإذاعية مستقلة في إقليم كردستان ولها ثلاث محطات تلفزيونية فضائية، إخبارية ومنوعات وقناة أفلام مترجمة للغة الكردية هي الأولى من نوعها في العراق، وإذاعة، موضحا أن «المسلحين أحرقوا البناية الكبيرة التي تقع في القرية الألمانية والتي تضم أجهزة القنوات الثلاث والإذاعة، والتي كلفتها ما يقرب من 15 مليون دولار أميركي». وأشار رجل الأعمال الكردي إلى أن «التخطيط والعمل على هذه الفضائيات والإذاعة بدأ منذ عام وبعلم جميع المسؤولين، ولم أتلق أي تحذير أو تنبيه أو حتى تهديد يمنعني من إقامتها، لكن هناك عقولا لا تتحمل إعلاما مستقلا ومحايدا وغير منحاز إلا إلى المصداقية والحقيقة»، وقال «بعد ثلاثة أيام فقط وبعد بث تجريبي استمر 15 ساعة للمحطة الإخبارية، حققنا نجاحا وجذبنا أعدادا كبيرة من المشاهدين لأننا غطينا مظاهرات السليمانية بشفافية وحيادية، والتقينا على الهواء مسؤولين من الاتحاد الوطني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، ومن حركة التغيير (المعارضة) بزعامة نشيروان مصطفى، ومن أحزاب أخرى ومستقلين وبعض المتظاهرين، وهذا ما لم يعجب الجهة التي أمرت مسلحيها بإحراق المحطة بكاملها». وأوضح مالك قناة «ناليا» الفضائية أن «عددا من المسلحين المجهولين يرتدون أقنعة هاجموا المبنى عند الساعة 2:00 فجر اليوم (أمس) وقد تم تصويرهم بواسطة الفيديو منذ انطلاقهم من المكان الذي جاءوا منه ووصولا إلى القرية الألمانية ومن ثم تنفيذهم لمهمتهم، حيث أطلقوا النار على حارس فأصابوه بجروح خطيرة، ثم اقتحموا المبنى وأطلقوا النار على جميع الأجهزة وبعدها قاموا بسكب الوقود في البناية وأحرقوها»، منوها إلى أن «ستة من المنفذين أصيبوا بحروق ونقلوا إلى المستشفى التي تركوها الساعة السادسة صباح اليوم (أمس)، ونحن نحتفظ بأسمائهم».
وفي خطوة لتحدي الجهة التي قامت بإحراق محطته، التي من المقرر أن يبدأ البث الرسمي لها في الأول من مارس (آذار) المقبل، قال عبد الواحد «سنواصل البث مساء اليوم (أمس) من البناية المحترقة وبواسطة أجهزة محمولة، وسيجلس مقدمو البرامج وسط بقايا الأجهزة المحترقة»، منبها «إنني تلقيت تهديدا من أحد المتنفذين مفاده أن حرق المحطة هو البداية وسيكون مصيري القتل إذا بدأت البث ثانية».
وأكد رجل الأعمال الكردي الذي يمتلك مشاريع سكنية كبيرة، مثل «القرية الألمانية» و«مشاريع كورد للإسكان»، وأسواق تجارية ومشروع مدينة أعمال بكلفة 120 مليون دولار، أنه «لا يتبع أي جهة سياسية أو حزبية، فأنا مستقل تماما وأعمل من أجل الإقليم وتحقيق فرص عمل للشباب الكردي هنا».
من جهته، شدد مصدر مسؤول في حكومة إقليم كردستان على أن رئيس الحكومة، الدكتور برهم صالح، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، وجه بالتحقيق وعلى وجه السرعة في حادث حرق المحطة وإحالة من تثبت عليهم التهمة إلى القضاء لينالوا عقوبتهم العادلة.
وعلى ضوء ذلك عقد رؤساء تحرير الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية في مدينة السليمانية اجتماعا، أمس، لبحث موضوع الاعتداء على محطة «ناليا» الإخبارية، حسبما أوضح الصحافي خالد سليمان، رئيس تحرير مجلة «هف تانة»، أي «الأسبوعية» الصادرة عن مؤسسة «خاندان» الثقافية والإعلامية.